ومن التابعين أيضاً صلة بن أشيم رضي الله تعالى عنه، وقد كان في سرية (فذهبت بغلته بثقلها وارتحل الناس) فإن ارتحل من غير دابته وحمْلها فكيف يذهب؟ وإن بحث عنها لم يجدها، (فقام يصلي فقال: [اللهم إني أقسم عليك أن ترد علي بغلتي وثقلها، فجاءت حتى قامت بين يديه]، ثم ركبها ولحق بالقوم)، وهذا دليل أيضاً على عظيم قدر هؤلاء، وأنهم مجابو الدعاء عند الله تبارك وتعالى.
(وكان مرة في برية فجاع، فاستطعم الله -أي: دعا الله تبارك وتعالى أن يطعمه-، فسمع وجبة خلفه -أي: صوتاً أو حركة- فإذا هو بثوب أو منديل فيه دوخلة رطب طري -أي: إناء أو زنبيل من الرطب الطري- فأكل منه، وبقي الثوب عند امرأته معاذة العدوية وكانت من الصالحات) وصلة بن أشيم من تلاميذ حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهم أجمعين.